

أصبح تأمين الحسابات الرقمية وحماية بيانات المستخدمين والمؤسسات الحساسة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، خاصة مع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. بالنسبة لطرق التحقق التقليدية التي تعتمد على كلمات المرور، فعلى الرغم من انتشارها وسهولة استخدامها بالنسبة للكثيرين، أثبتت أنها عرضة للاختراق والأخطاء من قبل المستخدمين التي قد تؤدي إلى سرقة الحسابات بل وسرقة منشآت بأكملها. وهنا تأتي المصادقة البيومترية كبديل أكثر تطورًا وأمانًا، حيث تقوم على التحقق من الهوية من خلال سمات فريدة لا يمكن سرقتها أو نسيانها.
في هذا المقال، نشرح ما هي المصادقة البيومترية، آلية عملها، أبرز أنواعها، ومتى يفضل استخدامها.
المصادقة البيومترية أو Biometric Authentication هي عملية أمن رقمي تستخدم لتأكيد هوية الشخص عبر تحليل سماته البيولوجية الفريدة مثل بصمات الأصابع، ملامح الوجه أو الصوت. يتم جمع هذه السمات وتخزينها، ثم مقارنتها بالمدخلات في كل مرة تتم فيها عملية محاولة التحقق لمكين أو منع الدخول إلى حساب أو مكان.
على عكس كلمات المرور أو الرموز التي يمكن سرقتها أو نسيانها، فإن السمات البيومترية فريدة لكل فرد، ومن الصعب للغاية تقليدها بدقة. هذا يجعل المصادقة البيومترية أكثر أمانًا ، ولهذا انتشرت في التحقق من المعاملات الإلكترونية، فتح الهواتف الذكية، وحتى في التحكم في الدخول إلى المنشآت شديدة الحماية.
هناك العديد من الأشكال للمصادقة البيومترية، ولكل منها مميزاتها وتطبيقاتها المناسبة. فهم هذه الأنواع بدقة يساعد الشركات على تحقيق الاختيار الأنسب وفقًا لاحتياجات المستخدمين وطبيعة الصناعة التي تعمل بها الشركة.
تعتمد على تحليل الأنماط الفريدة في بصمة إصبع معين باستخدام حساسات بصرية أو موجات فوق صوتية. تعتبر البصمة من أكثر الطرق شيوعًا وأقلها تكلفة، وتستخدم على نطاق واسع في الهواتف الذكية لفتح الجهاز والتحقق من التطبيقات عند فتحها وعند تأكيد المعاملات، إضافةً إلى أنظمة الحضور والانصراف والتحكم في الدخول لأماكن معينة.
يتم خلاله رسم خريطة لوجه المستخدم وتحليل السمات الأساسية للوجه بشكل حسابي مثل المسافة بين العينين أو شكل الفك بدقة لإنشاء نموذج رقمي. يتم تخزين هذا النموذج ويُعاد مقارنته بتفاصيل الوجه الذي تقوم الكاميرا بالتقاطه عند تسجيل الدخول في كل مرة. تتميز هذه الطريقة بالسرعة وسهولة الاستخدام دون أي تلامس، وتُستخدم في الهواتف الذكية، وتطبيقات الهواتف، وبوابات المطارات، وأنظمة الدخول في المؤسسات.
تعتمد هذه الطرق على تحليل الأنماط الفريدة للعين، سواء في القزحية أو الشبكية. وتعد من أكثر الأساليب دقة، وتُستخدم في بيئات تتطلب أعلى مستويات الأمان مثل أنظمة الحدود والحكومات وأحيانًا في الهواتف الذكية.
يقوم بتحليل خصائص الصوت مثل الطبقة والنبرة والإيقاع للتعرف على هوية المستخدم. ويعد مناسبًا بشكل كبير في خدمات الهاتف البنكية، المساعدة الصوتية، والتحقق في مراكز الاتصال الخاصة بخدمة العملاء.
تتضمن التعرف على أشياء مثل طريقة المشي أو إيقاع الكتابة في بعض التطبيقات المتقدمة. تعتمد هذه الطريقة على المصادقة المستمرة عبر مراقبة سلوك المستخدم أثناء استخدامه للنظام أو التواجد في مكان معين لاكتشاف أي نشاط غير طبيعي ومنع الوصول أو إصدار تنبيه فورًا حال التأكد.
تعتمد تقنية التعرف على الأوردة على تحليل بصمة الأوردة من خلال الأشعة تحت الحمراء ورسم خريطة الأوردة في اليد أو الأصابع. أما هندسة اليد فتعتمد على أبعاد الأصابع وبنية الكف، وتستخدم غالبًا في الوصول لمنشآت حساسة، إضافةً إلى بعض التطبيقات الصحية.
تزداد شهرة المصادقة البيومترية والاعتماد عليها بسرعة كبيرة لأنها توفر توازن قوي بين الأمان والكفاءة وسهولة الاستخدام، وهي عناصر أساسية عند اختيار طرق تأمين الأجهزة والمنشآت وحسابات المستخدمين. ومن أهم فوائدها مقارنة بالطرق التقليدية:
السمات البيومترية فريدة ويصعب تزويرها أو سرقتها، مما يجعلها مقاومة لعمليات الاحتيال مثل التصيد أو سرقة بيانات الدخول بأي طريقة. الاعتماد على الخصائص البيولوجية بدلًا من كلمات المرور أو الأرقام يقلل بشكل كبير أيضًأ من خطر الوصول غير المصرح به دون سرقة الحسابات بشكل كامل، حيث يتم تأكيد الهوية بشكل مستمر، على سبيل المثال في كل مرة يتم ترك التطبيق والرجوع إليه مرة أخرى.
مع عدم حاجة المستخدمين إلى تذكر كلمات مرور صعبة أو إعادة تعيينها من فترة لفترة لضمان الأمان، فالأمر يكون أسرع بكثير. مسح بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه يستغرق ثواني قليلة، ويوفر تجربة سريعة وسلسة مقارنة بأي وسيلة تحقق أخرى.
رغم أن تكلفة تطبيق أنظمة المصادقة البيومترية، خاصة المتقدمة مثل التعرف على الوجه، قد تكون أعلى من الطرق التقليدية في البداية، إلا أنها تقلل من التكاليف المستمرة للصيانة، المتمثلة في إدارة كلمات المرور وتأمينها ودعم المستخدمين، مما يوفر على المؤسسات مبالغ كبيرة على المدى الطويل.
في القطاعات الخاضعة للوائح صارمة مثل القطاعات المالية والرعاية الصحية، تساعد المصادقة البيومترية على الالتزام بمعايير مثل اعرف عميلك (KYC)، مكافحة غسيل الأموال (AML)، وقوانين حماية البيانات عبر ضمان طرق مصادقة دقيقة وموثوقة.
رغم إمكانية استخدام المصادقة البيومترية على نطاق واسع، إلا أن فائدتها تكون أوضح وأكثر فاعلية في قطاعات معينة:
تُعد المصادقة البيومترية في هذا القطاع إضافة قوية لرفع مستويات الأمان وتقليل المخاطر المرتبطة بسرقة بيانات الدخول أو الوصول غير المصرح به للحسابات أو المنشآت.
يمكن للمستشفيات استخدام المصادقة البيومترية مثل بصمة الإصبع أو مسح القزحية لضمان دقة التعرف على المرضى وحماية السجلات الصحية السرية من السرقة أو التلاعب.
تعتمد البنوك وشركات التكنولوجيا المالية على المصادقة البيومترية لتقديم عمليات تحقق سلسة وآمنة عند تقديم الخدمات البنكية عبر الهاتف، وتأكيد المعاملات، ومراكز الاتصال لخدمة العملاء.
تستخدم المطارات وأنظمة الهجرة تقنيات التعرف على الوجه ومسح القزحية لتسريع إجراءات المسافرين مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان.
أصبحت التطبيقات المختلفة تستخدم المصادقة البيومترية على نطاق واسع لفتح التطبيقات، تأكيد عمليات الشراء والطلبات، وحماية الحسابات الشخصية مما جعل المصادقة البيومترية جزء من الحياة اليومية لمعظمنا.
قد يكون تطوير المصادقة البيومترية من الصفر عملية معقدة، تتطلب خبرة عميقة في الأمن وتجربة المستخدم. توفر Authentica حلًا مبسطًا عبر **واجهة برمجة تطبيقات (API) جاهزة** للمصادقة البيومترية، يمكن للمطورين الوصول إليها بسهولة عبر منصات مثل **[RapidAPI]**. كما تتوفر عقدة مخصصة لدمج خدمات Authentica في سير عمل الأتمتة عبر **[n8n]**. يشمل الحل التعرف على الوجه، مطابقة بصمات الأصابع، والتحقق الصوتي، دون الحاجة لبناء النظام داخليًا أو إهدار الوقت والموارد. يمكنكم التواصل مع فريقنا لتعرفوا المزيد.
تمثل المصادقة البيومترية خطوة كبيرة في كيفية تأمين الحسابات والأجهزة والمنشآت بأملها، حيث تجمع بين الأمان والسهولة والسرعة بطريقة تتفوق على الطرق التقليدية. ومع توسع استخدام منصات مثل Authentica، أصبحت المصادقة البيومترية عنصرًا أساسيًا في حماية المعاملات المالية، ودعم أنظمة الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المستخدم عند استخدام التطبيقات والخدمات الرقمية.